الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد/
فأي بني!
هل جربت الحب في الله؟
يقول الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:71]
ويقول جل جلاله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله والَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29]
وعن أنسٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار» متفقٌ عليه.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» مسلم.
==الحب في الله..
أن تحب مسلماً لصفاته الجميلة، لأن شأن ذوي الهمم العلية والأخلاق السنية إنما هو المحبة لأجل الصفات المرضية، لأنهم لأجل ما وجدوا في ذاتهم من الكمال أحبوا من يشاركهم في الخلال.
وأريدك أن تتعود على هذا الخلق الجميل مع من تحب في الله: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب أحدُكم أخاهُ فليعلمهُ أنهُ يُحببهُ» أبو داود، وصححه الألباني.
إذا أحببت أخاً لك في الله فلتخبره أنك تحبه بأن تقول له: إني أحبك لله، لأنه أبقى للألفة، وأثبت للمودة، وبه يتزايد الحب ويتضاعف، وتجتمع الكلمة، وينتظم الشمل بين المسلمين، وتزول المفاسد والضغائن، لأن في الإخبار بذلك إستمالة قلبه، وإستجلاب زيادة المحبة.
عود نفسك على هذه الكلمة الجميلة: أحبك.. أنا أحبك.. أحبك في الله..
وفي مداومتك على هذا الخلق، حث على التودد والتآلف، وذلك لأنك إذا أخبرت حبيبك أنك تحبه إستملت بذلك قلبه، وإجتلبت به وده، ولعلك بذلك تلين قلبه لقبول النصيحة، والإصغاء لتوجيهك.
وهذا الجهر بقول: أنا أحبك.. إنما يجوز إذا كان الحب في الله، لا لطمع في الدنيا ولا لهوى.. بل ليستجلب مودته في الله، وإلا فإن إظهارالمحبة لأجل الدنيا والعطاء تملق وهو نقص، وإظهارها من أجل الهوى والشهوات عشق وزنى، وهو من الكبائر، فاللسان يزني وزناه الكلام، والسمع يزني وزناه الإستماع كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
اللهم اجعلنا من المتحابين فيك.
اللهم اجمعنا بهذا الحب في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله، والحمد لله رب العالمين
المصدر: موقع الربانية.